أرأيتَ ذلكَ المُشرِكَ الذي كفَرَ بآياتِنا وأدِلَّتِنا، ومنها إعادَةُ بَعثِ الأمواتِ للحِسابِ والجَزاء، وقالَ لمُسلِمٍ مُستَهزِئًا: سأُعطَى في الآخِرَةِ أموالاً وأولادًا؟
وكانَ لخَبّابٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ دَيْنٌ على العاصِ بنِ وائل، فجاءَ إليهِ يَطلبُ منهُ دَيْنَهُ، فقالَ له: لا أُعطِيكَ حتَّى تَكفُرَ بمُحمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم)، فرَدَّ عَليه: لا أكفُرُ حتَّى يُميتَكَ اللهُ ثمَّ تُبْعَث، فقال: دَعني حتَّى أموتَ وأُبْعَث، فسَأُوتَى مالاً ووَلَدًا، فأقضِيَك. والخبَرُ في الصَّحيحَين.
{ أفرأيت الذي كفر بآياتنا } يعني : العاص بن وائل { وقال لأوتين مالا وولدا } وذلك أن خبايا اقتضى دينا له عليه فقال : ألستم تزعمون أن في الجنة ذهبا وفضة ؟ ولئن كان ما تقولون حقا فإني لأفضل نصيبا منك فأخرني حتى أقضيك في الجنة استهزاء فذلك قوله : { لأوتين مالا وولدا } يعني : في الجنة
أعَلِمْت - أيها الرسول - وعجبت من هذا الكافر "العاص بن وائل" وأمثاله؟ إذ كفر بآيات الله وكذَّب بها وقال: لأعطينَّ في الآخرة أموالا وأولادًا.