وإذا قُرِئتْ على المُشرِكينَ آياتُنا مِنَ القُرآن، الظَّاهِرَةُ في إعجازِها، المُحْكَمَةُ في مَعناها ودَلالتِها، قالوا للمؤمِنين: أيُّ الفَريقَينِ مِنَّا ومِنكمْ أفضَلُ مَنزِلَةً ومَكانَة، وأحسَنُ ناديًا ومَجلِسًا؟ وكانَ المُسلِمونَ في مَكَّةَ أكثَرُهمْ مِنَ الضَّعَفَة، ويَستَتِرونَ في دارِ الأرقَم، والمشرِكونَ رؤساءُ القَوم، وعدَدُهمْ أكثَر، ومَجالِسُهمْ أكبَر، حيثُ يُلقَى فيها الشِّعر، وتُدارُ فيها الخَمر، فقالوا -مُحتَجِّينَ بذلكَ - إنَّهمُ الأفضَلُ إذاً!
{ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } يعني : القرآن وما بين الله فيه { قال الذين كفروا } يعني : مشركي قريش { للذين آمنوا أي الفريقين } منا ومنكم { خير مقاما } منزلا ومسكنا { وأحسن نديا } مجلسا وذلك أنهم كانوا أصحاب مال وزينة من الدنيا وكان المؤمنون أصحاب فقر ورثاثة فقال لهم : نحن أعظم شأنا وأعز مجلسا وأكرم منزلا أم أنتم ؟
وإذا تتلى على الناس آياتنا المنزلات الواضحات قال الكفار بالله للمؤمنين به: أيُّ الفريقين منَّا ومنكم أفضل منزلا وأحسن مجلسًا؟