وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ
وسَخَّرنا لعَبدِنا سُليمانَ بنِ داودَ الرِّيح، تَجري بهِ في الغَداةِ مَسيرَةَ شَهر، وفي العَشيِّ كذلك، وأذَبْنا لهُ النُّحاسَ كما ليَّنَّا لداودَ الحَديد، مُعجِزَةً له، وسَخَّرنا لهُ الجِنَّ، يَعمَلونَ بينَ يدَيهِ بأمرِنا، ومَنْ يَخرُجْ منهمْ عمَّا أمَرناهُ بهِ مِنْ طاعَةِ سُلَيمان، نُصْلِهِ عَذابًا كعَذابِ جهنَّم.
{ ولسليمان الريح } وسخرنا له الريح { غدوها شهر } مسيرها إلى انتصاف النهار مسيرة شهر ومن انتصاف النهار إلى الليل مسيرة شهر وهو قوله : { ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر } أذبنا له عين النحاس فسألت له كما يسيل الماء { ومن الجن } أي : سخرنا له من الجن { من يعمل بين يديه بإذن ربه } بأمر ربه { ومن يزغ } يمل ويعدل { منهم عن أمرنا } الذي أمرناه به من طاعة سليمان { نذقه من عذاب السعير } وذلك أن الله تعالى وكل بهم ملكا بيده سوط من نار فمن زاغ عن أمر سليمان ضربة أحرقته.
وسخَّرنا لسليمان الريح تجري من أول النهار إلى انتصافه مسيرة شهر ومن منتصف النهار إلى الليل مسيرة شهر بالسير المعتاد، وأسلنا له النحاس كما يسيل الماء يعمل به ما يشاء، وسخَّرنا له من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يعدل منهم عن أمرنا الذي أمرناه به من طاعة سليمان نذقه من عذاب النار المستعرة.