أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ
ألَا يَنظُرونَ إلى ما حَولَهم، مِنْ أمامِهمْ ومِنْ خَلفِهم، وأينَما سارُوا، كيفَ يَجِدونَ السَّماءَ وقدْ أحاطَتْ بهم، والأرضَ وقدِ انبَسَطَتْ مِنْ تَحتِهم، فإذا شِئنا زَلزَلنا الأرضَ مِنْ تَحتِ أقدامِهم، أو أسقَطنا عَليهمْ قِطَعًا مِنَ السَّماءِ كما فعَلنا بأقوَامٍ سابِقين؛ لكُفرِهمْ وتَكذيبِهمْ رسُلَ الله، وفي ذلكَ دَليلٌ على قُدرَةِ اللهِ على البَعث، لكُلِّ عَبدٍ مُتفَكِّرٍ راجِعٍ إلى رَبِّه، تائبٍ إليه.
{ أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض } يقول : أما يعلمون أنهم حيث ما كانوا فهم يرون ما بين أيديهم من الأرض والسماء مثل الذي خلقهم وأنهم لا يخرجون منها فكيف يأمنون ؟ ! { إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء } عذابا { إن في ذلك لآية لكل عبد منيب } لعلامة تدل على قدرة الله سبحانه على إحياء الموتى لكل من أناب إلى الله تعالى وتأمل ما خلق الله سبحانه.
أفلم ير هؤلاء الكفار الذين لا يؤمنون بالآخرة عظيم قدرة الله فيما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض مما يبهر العقول وأنهما قد أحاطتا بهم؟ إن نشأ نخسف بهم الأرض, كما فعلنا بقارون، أو ننزل عليهم قطعًا من العذاب كما فعلنا بقوم شعيب فقد أمطرت السماء عليهم نارًا فأحرقتهم. إن في ذلك الذي ذكرنا من قدرتنا لَدلالة ظاهرة لكل عبد راجع إلى ربه بالتوبة، ومقر له بتوحيده ومخلص له في العبادة.