قالَ جبريلُ عَليهِ السَّلام: وما نَنزِلُ إلى الأرضِ - نحنُ الملائكةَ - إلاّ بأمرِ الله، لهُ أمرُ الدُّنيا، وأمرُ الآخِرَة، وما بينَ ذلك. وما كانَ اللهُ تارِكًا أنبياءَه.
وفي صَحيحِ البُخاريِّ وغَيرِه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لجبريل: "ما يَمنَعُكَ أنْ تَزورَنا أكثرَ مما تَزورُنا"؟ فنزَلَتِ الآية.
{ تلك الجنة التي نورث } نعطي وننزل { من عبادنا من كان تقيا } يتقي الله بطاعته واجتناب معاصيه
{ وما نتنزل } كان جبريل عليه السلام قد احتبس عن النبي صلى الله عليه و سلم أياما فلما نزل قال له : ألا زرتنا فأنزل الله سبحانه : { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا } من أمر الآخرة { وما خلقنا } ما مضى من أمر الدنيا { وما بين ذلك } ما يكون من هذا الوقت إلى قيام الساعة وقيل : { له ما بين أيدينا } : يعني : الدنيا { وما خلفنا } يعني : السماوات { وما بين ذلك } : الهواء { وما كان ربك نسيا } تاركا لك منذ أبطأ عنك الوحي وقوله : { هل تعلم له سميا } هل تعلم أحدا يسمى الله غيره ؟
وقل - يا جبريل - لمحمد: وما نتنزل - نحن الملائكة - من السماء إلى الأرض إلا بأمر ربك لنا, له ما بين أيدينا مما يستقبل من أمر الآخرة, وما خلفنا مما مضى من الدنيا, وما بين الدنيا والآخرة, فله الأمر كله في الزمان والمكان, وما كان ربك ناسيًا لشيء من الأشياء.