وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
وقالَ الكافِرونَ المُكَذِّبونَ بالبَعث: لا حياةَ بعدَ الموت، ولا تأتينَا القِيامةُ كما تَزعُم. قُلْ لهمْ أيُّها الرَّسُول: بلَى واللهِ ستُبعَثونَ بعدَ الموت، وتَفجَؤكمُ السَّاعَةُ بقِيامِها، فلا يَعلَمُ وَقتَها إلاّ الله، العالِمُ بما غابَ عنِ الإنسَانِ والملائكَةِ وجَميعِ العِباد، لا يَغيبُ عَنْ عِلمِهِ مِقدارُ ذَرَّةٍ كائنَةٍ في السَّماواتِ أو في الأرْض، أو أصغَرُ منها أو أكبَر، وكُلُّ ذلكَ مُدَوَّنٌ في اللَّوحِ المَحفوظ.
{ وقال الذين كفروا } يعني : منكري البعث : { لا تأتينا الساعة } أي : لا نبعث { قل } لهم يا محمد : { بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب } بالخفض من نعت قوله : { وربي } وبالرفع على معنى : هو عالم الغيب وقوله : { لا يعزب } مفسر في سورة يونس.
وقال الكافرون المنكرون للبعث: لا تأتينا القيامة قل لهم -أيها الرسول-: بلى وربي لتأتينَّكم ولكن لا يعلم وقت مجيئها أحد سوى الله علام الغيوب الذي لا يغيب عنه وزن نملة صغيرة في السموات والأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا هو مسطور في كتاب واضح وهو اللوح المحفوظ.