لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا
إذا لم يَنتَهِ المُنافِقونَ عمَّا همْ عليهِ مِنَ النِّفاقِ والكُفر، وضُعَفاءُ الإيمانِ الذينَ لا يَثبتُونَ على الإيمانِ كما يَنبَغي، ويتأثَّرونَ بمَقولاتِ المنافِقينَ وغَيرِهم، ومثلُهمُ المتذَبذِبونَ الذينَ يَبثُّونَ الشُّكوكَ والأخبارَ الكاذِبَةَ، والشَّائعاتِ الملفَّقَةَ والخَوفَ، ليُثيروا الفِتَنَ والاضطِراباتِ في المجتمَعِ المسلِم، لنُحَرِّضَنَّكَ عَليهمْ ونَدعُونَّكَ إلى قِتالِهم، ثمَّ لا يَبقُونَ معَكَ في المدينَةِ إلاّ زَمانًا يَسيرًا.
{ لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض } يعني : الزناة { والمرجفون في المدينة } الذين يوقعون أخبار السرايا بأنهم هزموا بالكذب والباطل { لنغرينك بهم } لنسلطنك عليهم { ثم لا يجاورونك فيها } لا يساكنونك في المدينة { إلا قليلا } حتى خرجوا منها.
لئن لم يكفَّ الذين يضمرون الكفر ويظهرون الإيمان والذين في قلوبهم شك وريبة، والذين ينشرون الأخبار الكاذبة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عن قبائحهم وشرورهم، لنسلِّطنَّك عليهم، ثم لا يسكنون معك فيها إلا زمنًا قليلا.