تفسير: ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ...

الآية

تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا

سورة: الأحزاب
من آية: 51
إلى آية: 51
الواضح في التفسير - محمد خير رمضان يوسف

تُؤخِّرُ الزَّواجَ بمَنْ تَشاءُ مِنَ النِّساءِ الواهِباتِ أنفُسَهُنَّ لك، وتُؤوي إليكَ مَنْ تَشاءُ مِنهُنَّ فتَتزَوَّجُهنّ، ومَنْ ردَدْتَها فبإمكانِكَ أنْ تَعودَ فتُؤويها إليك، لا حرَجَ عَليكَ في ذلك.

وفي الصَّحيحَينِ وغَيرِهما قَولُ عائشَةَ رَضيَ اللهُ عنها: كنتُ أَغَارُ على اللَّاتي وهَبْنَ أنفُسَهُنَّ لرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأقول: أتَهَبُ المرأةُ نَفسَها؟ فأنزلَ اللهُ تَعالَى الآيَة. اهـ.

وهذا التَّخييرُ الذي خيَّرَكَ اللهُ معَهُنَّ أقرَبُ إلى رِضاهُنّ، وأقَلُّ لحُزنِهنّ، إذا عَلِمْنَ أنَّ هذا الأمرَ مِنَ الله، ويَرضَيْنَ بما أعطَيتَهُنَّ كُلَّهُنّ، واللهُ يَعلَمُ ما في قُلوبِكمْ مِنْ أمرِ النِّساءِ والمَيلِ إلى بَعضِهنّ. واللهُ عَليمٌ بما في الضَّمائرِ والسَّرائر، حَليمٌ، يَعفو عمَّا يَغلِبُ على القَلبِ مِنَ الميولِ ونَحوِها.

تفسير الواحدي (الوجيز)

{ ترجي من تشاء منهن } تؤخر { وتؤوي } وتضم { إليك من تشاء } أباح الله سبحانه له أن يترك القسمة والتسوية بين أزواجه حتى إنه ليؤخر من شاء منهن عن وقت نوبتها ويطأ من يشاء من غير نوبتها ويكون الاختيار في ذلك إليه يفعل فيه ما يشاء وهذا من خصائصه { ومن ابتغيت } طلبت وأردت إصابتها { ممن عزلت } هجرت وأخرت نوبتها { فلا جناح عليك } في ذلك كله { ذلك أدنى أن تقر أعينهن } الآية إذا كانت هذه الرخصة منزلة من الله سبحانه عليك كان أقرب إلى أن { ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم } من أمر النساء والميل إلى بعضهن ولما خير النبي صلى الله عليه و سلم نساءه فاخترنه ورضين به قصره الله سبحانه عليهن وحرم عليه طلاقهن والتزوج بسواهن وجعلهن أمهات المؤمنين.

التفسير الميسر

تؤخر مَن تشاء مِن نسائك في القَسْم في المبيت، وتضم إليك مَن تشاء منهن، ومَن طَلَبْتَ ممن أخَّرت قَسْمها فلا إثم عليك في هذا، ذلك التخيير أقرب إلى أن يفرحن ولا يحزنَّ، ويرضين كلهن بما قسمت لهنَّ، والله يعلم ما في قلوب الرجال مِن مَيْلها إلى بعض النساء دون بعض. وكان الله عليمًا بما في القلوب، حليمًا لا يعجل بالعقوبة على من عصاه.

للمشاركة بالمقالات في الشبكة
نرحب بمشاركاتكم ومقالاتكم لنشرها في الشبكة، للمشاركة يمكنكم الضغط هنا