وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
والْزَمْنَ بيوتَكُنَّ ولا تَخرُجْنَ مِنْ غَيرِ حاجَة، ولا تَمشِينَ بتبَختُرٍ وتكَسُّرٍ وتغَنُّج، ولا تُبدِينَ مَحاسِنَكُنَّ كشَأنِ الجاهِليَّة، وحافِظْنَ على إقامَةِ الصَّلاة، وآتِينَ الزَّكاةَ مِنْ أموالِكُنَّ لمُستَحِقِّيها، ودَاوِمْنَ على طاعَةِ اللهِ ورَسولِهِ واثبُتْنَ عَليها، إنَّما يُريدُ اللهُ بهذهِ الأحكامِ والتَّوجيهاتِ أنْ يُذْهِبَ عنكمُ الآثامَ والذُّنوبَ يا أهلَ البَيت، ويُطَهِّرَكمْ مِنها تَطهيرًا بَليغًا([1]).
([1]) ويطهِّرَكم مِن الدنَسِ الذي يكونُ في أهلِ معاصي اللهِ تطهيرًا. (الطبري). واستعارةُ الرجسِ للمعصيةِ والترشيح بالتطهيرِ لمزيدِ التنفيرِ عنها. (روح البيان).
{ وقرن في بيوتكن } أمر لهن من الوقار والقرار جميعا { ولا تبرجن } ولا تظهرن المحاسن كما كان يفعله أهل الجاهلية وهو ما بين عيسى ومحمد صلوات الله عليهما { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس } وهو كل مستنكر ومستقذر من عمل { أهل البيت } يعني : نساء النبي صلى الله عليه و سلم ورجال أهل بيته.
والْزَمْنَ بيوتكن ولا تخرجن منها إلا لحاجة، ولا تُظهرن محاسنكن، كما كان يفعل نساء الجاهلية الأولى في الأزمنة السابقة على الإسلام، وهو خطاب للنساء المؤمنات في كل عصر. وأدِّين - يا نساء النبي- الصلاة كاملة في أوقاتها، وأعطين الزكاة كما شرع الله, وأطعن الله ورسوله في أمرهما ونهيهما، إنما أوصاكن الله بهذا؛ ليزكيكنَّ، ويبعد عنكنَّ الأذى والسوء والشر يا أهل بيت النبي -ومنهم زوجاته وذريته عليه الصلاة والسلام- ويطهِّر نفوسكم غاية الطهارة.