وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا
والذينَ ساعَدوا الأحزابَ مِنْ أهلِ الكِتاب، وهمْ بَنو قُرَيظَةَ مِنَ اليَهود، الذينَ نقَضوا عَهدَهمْ معَ الرَّسُولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام ومَالَؤوا المشرِكين، أنزَلَهمُ اللهُ مِنْ حُصونِهمِ ومَعَاقلِهم، فحاصرَهمْ المسلِمونَ حتَّى جَهِدوا مِنَ الحِصار، واستَسلَموا للقَتلِ والأسْر، فقتَلوا رِجالَهم، وأسَروا نِساءَهمْ وذَرارِيهم.
{ وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب } الذين عاونوا الأحزاب من يقظة { من صياصيهم } حصونهم وذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم حاصرهم واشتد ذلك عليهم حتى نزلوا على حكمه وذلك قوله تعالى : { وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون } يعني : الرجال { وتأسرون فريقا } يعني : النساء والذرية.
وأنزل الله يهود بني قريظة من حصونهم; لإعانتهم الأحزاب في قتال المسلمين، وألقى في قلوبهم الخوف فهُزموا، تقتلون منهم فريقًا، وتأسرون فريقًا آخر.