أولئكَ الذينَ تفضَّلَ اللهُ عَليهمْ وأعلَى مَرتَبتَهمْ بينَ البَشر، مِنَ النَّبيِّين، مِنْ ذُرِّيَّةِ آدم: إدريسُ ونُوح، ومِنْ ذُرِّيَّةِ مَنْ حمَلناهُمْ معَ نوح: إبراهيمُ، ومِنْ ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ: إسماعيلُ وإسحَاقُ ويَعقوب، ومِنْ ذُرِّيَّةِ إسرائيلَ (وهوَ يَعقوبُ): موسَى وهارونُ وزَكريّا ويَحيَى وعيسَى. هؤلاءِ مِنْ جُملَةِ مَنْ أرشَدناهُمْ إلى الحقِّ واصطَفيناهُمْ للنبوَّة، إذا سَمِعوا كلامَ اللهِ المُتَضَمِّنَ لآلائهِ وبيانِ قُدرَتِهِ وعَظَمَتِه، بادَروا إلى السُّجودِ لرَبِّهم، وقدْ خشَعَتْ قُلوبُهمْ لذِكرِه، وفاضَتْ عيونُهمْ خَشيةً منه، إقرارًا منهمْ بالعُبوديَّةِ لهُ سُبحانَه.
{ أولئك الذين } يعني : الذين ذكرهم من الأنبياء كانوا { من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح } ومن ذرية من حملنا مع نوح في سفينته { ومن ذرية إبراهيم } يعني : إسحاق وإسماعيل ويعقوب { وإسرائيل } يعني : موسى وهارون { وممن هدينا } أرشدنا { واجتبينا } اصطفينا { إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا } جمع باكيا أخبر الله سبحانه أن هؤلاء الأنبياء كانوا إذا سمعوا بآيات الله سبحانه ويكوا من خشية الله تعالى
هؤلاء الذين قصصتُ عليك خبرهم أيها الرسول, هم الذين أنعم الله عليهم بفضله وتوفيقه, فجعلهم أنبياء من ذرية آدم, ومِن ذرية مَن حملنا مع نوح في السفينة, ومن ذرية إبراهيم, ومن ذرية يعقوب, وممَّن هدينا للإيمان واصطفينا للرسالة والنبُوَّة, إذا تتلى عليهم آيات الرحمن المتضمنة لتوحيده وحججه خرُّوا ساجدين لله خضوعًا, واستكانة, وبكَوْا من خشيته سبحانه وتعالى.