وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا
والمؤمِنونَ الصَّادِقونَ الراسِخونَ في إيمانِهمْ لمَّا رَأوا الأحزابَ قدِ اجتَمَعوا عَليهم، وتذَكَّروا ما وعدَهمُ اللهُ بهِ مِنَ الابتِلاءِ والشدَّة، ثمَّ النَّصرِ على الكافِرين، قالوا في إيمانٍ ويَقين: هذا ما وعدَنا اللهُ ورَسولُهُ مِنَ الابتِلاءِ والاختِبار، وصدَقَ اللهُ ورَسُولُه، في الابتِلاء، وفي الانتِصار، وما زادَهمْ ذلكَ إلاّ إيمانًا باللهِ وتَصديقًا بوَعدِه، وتَسليمًا لأمرِهِ وقَدَرِه، وطاعَةً لرَسُولِه.
{ ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا } تصديقا لوعد الله تعالى : { هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله } ووعد الله تعالى إياهم في قوله : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه : متى نصر الله ؟ ألا إن نصر الله قريب } فعلموا بهذه الآية أنهم يبتلون فلما ابتلوا بالأحزاب علموا أن الجنة والنصر قد وجبا لهم إن سلموا وصبروا وذلك قوله : { وما زادهم إلا إيمانا } وتصديقا بالله ورسوله { وتسليما } لله أمره.
ولمَّا شاهد المؤمنون الأحزاب الذين تحزَّبوا حول "المدينة" وأحاطوا بها، تذكروا أن موعد النصر قد قرب، فقالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله، من الابتلاء والمحنة والنصر، فأنجز الله وعده، وصدق رسوله فيما بشَّر به، وما زادهم النظر إلى الأحزاب إلا إيمانًا بالله وتسليمًا لقضائه وانقيادًا لأمره.