إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا
واذكروا كيفَ جاؤوكمْ منْ أعلَى الوادي مِنْ قِبَلِ المَشرِق، ومِنْ بَطنِ الوَادي مِنْ قِبَلِ المَغرِب، وقدْ مالَتِ العُيونُ وشخَصَتْ مِنَ الحَيرَةِ والرُّعب، وخافَتِ القُلوبُ وفَزِعَتْ فزَعًا عَظيمًا، وتَظنُّونَ باللهِ الظُّنونَ المُختَلِفَة، فمِنْ مُخلِصٍ ثابتِ الإيمانِ يؤمِنُ بنَصرِ الله، ومِنْ خائفٍ لا يتحمَّلُ ما يَرَى، وظنَّ المُنافِقونَ أنَّ الأحزَابَ سيَقضُونَ على المسلِمين.
{ إذ جاءوكم من فوقكم } من قبل المشرق يعني : قريظة والنضير { ومن أسفل منكم } قريش من ناحية مكة { وإذ زاغت الأبصار } مالت وشخصت وتحيرت لشدة الأمر وصعوبته عليكم { وبلغت القلوب الحناجر } ارتفعت إلى الحلوق لشدة الخوف { وتظنون بالله الظنونا } ظن المنافقون أن محمدا صلى الله عليه و سلم وأصحابه يستأصلون وأيقن المؤمنون بنصر الله.
اذكروا إذ جاؤوكم مِن فوقكم من أعلى الوادي من جهة المشرق، ومن أسفل منكم من بطن الوادي من جهة المغرب، وإذ شخصت الأبصار من شدة الحَيْرة والدهشة، وبلغت القلوب الحناجر من شدة الرعب، وغلب اليأس المنافقين، وكثرت الأقاويل، وتظنون بالله الظنون السيئة أنه لا ينصر دينه، ولا يعلي كلمته.