وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
ولو أرَدنا لهدَينا كُلَّ نَفسٍ إلى الإيمَان، وأجبَرناها على القِيامِ بما يُرضي الله، كالمَلائكَةِ الذينَ لا يَعصُونَهُ فيما أمرَهمْ به، ولكنَّهُ سُبحانَهُ تركَ حُرِّيَّةَ الاختِيارِ للإنسَان، وبيَّنَ لهُ طَريقَ الخَيرِ والشَّرّ، وجعلَهُ مَسؤولاً عمَّا يَختارُ ويَعمَل. وقدْ ثبتَ وتحقَّقَ القَولُ مِنِّي، لأملأنَّ جهنَّمَ مِنَ الكافِرينَ والضَّالِّينَ المُخالِفينَ للحَقّ، مِنَ الجِنِّ والإنسِ أجمَعين، وأنتُمْ منهمْ أيُّها المشرِكون، فقدْ أغوَاكمْ إبليسُ فأطَعتُموه، واختَرتُمُ الضَّلالَ على الهُدَى.
والعُصاةُ مِنَ المسلِمينَ يُعَذَّبونَ في جهنَّمَ ثمَّ يَخرجونَ منها، إلاّ مَنْ عَفا اللهُ عَنهم، فلا يُعَذَّبون.
{ ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } رشدها.
ولو شئنا لآتينا هؤلاء المشركين بالله رشدهم وتوفيقهم للإيمان، ولكن حق القول مني ووجب لأملأنَّ جهنم من أهل الكفر والمعاصي، من الجِنَّة والناس أجمعين، وذلك لاختيارهم الضلالة على الهدى.