وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ
ولو ترَى حالَ المشرِكينَ يَومَ القيامَةِ وقدْ أطرَقوا رُؤوسَهمْ بينَ يَدَي اللهِ ذَليلين، مِنَ الحيَاءِ والخِزي والندَم، ويَقولون: الآنَ يا ربَّنا صِرْنا نَعرِفُ ونُدرِك، ونَسمَعُ ونُبصِر، فأَعِدنا إلى الدُّنيا لنُطيعَكَ ونعملَ الأعمَالَ الصَّالِحَة، ولا نُشرِكَ بكَ شَيئًا، إنَّا مؤمِنونَ بك، مُوقِنونَ بالبَعثِ بعدَ المَوت.
وقدْ عَلِمَ اللهُ أنَّهمْ لو رُدُّوا إلى الدُّنيا لعَادُوا لِمَا نُهوا عَنه.
{ ولو ترى } يا محمد { إذ المجرمون } المشركون { ناكسوا رؤوسهم } مطأطئوها حياء من ربهم عز و جل ويقولون : { ربنا أبصرنا } ما كنا به مكذبين { وسمعنا } منك صدق ما أتت به الرسل { فارجعنا } فارددنا إلى الدنيا { نعمل صالحا }.
ولو ترى -أيها المخاطب- إذ المجرمون الذين أنكروا البعث قد خفضوا رؤوسهم عند ربهم من الخزي والعار قائلين: ربنا أبصرنا قبائحنا، وسمعنا منك تصديق ما كانت رسلك تأمرنا به في الدنيا، وقد تُبْنا إليك، فارجعنا إلى الدنيا لنعمل فيها بطاعتك، إنا قد أيقنَّا الآن ما كنا به في الدنيا مكذبين من وحدانيتك، وأنك تبعث من في القبور. ولو رأيت -أيها الخاطب- ذلك كله، لرأيت أمرًا عظيمًا، وخطبًا جسيمًا.