يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
الذي يُدَبِّرُ أمرَ الدُّنيا وشُؤونَها([1])، ويَتنَزَّلُ أمرُهُ وقَضاؤهُ مِنْ أعلَى السَّماواتِ إلى أدنَى الأرَضِين، ثمَّ يَصعَدُ الأمرُ إليهِ بعدَ تَدبيرِه([2])، في يَومٍ قَدْرُهُ مَسيرَةُ ألفِ سنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَهُ في الدُّنيا.
([1]) {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}: التدبيرُ حقيقتهُ التفكيرُ في إصدارِ فعلٍ متقَن، أولهِ وآخره... وهو إذا وُصِفَ به الله تعالى كنايةٌ عن لازمِ حقيقته، وهو تمامُ الإتقان. (التحرير، باختصار).
([2]) {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ}: اختُلِفَ في معناه، وقالَ العلامةُ إسماعيل حقي: أي: يصعدُ ذلك الأمرُ إليه تعالى ويَثبتُ في علمهِ موجودًا بالفعل.
{ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض } يعني : القضاء من السماء فينزله إلى الأرض مدة أيام الدنيا { ثم يعرج إليه } أي : يرجع الأمر والتدبير إلى السماء ويعود إليه بعد انقضاء الدنيا وفنائها { في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون } وهو يوم القيامة وذلك اليوم يطول على قوم ويشتد حتى يكو كخمسين ألف سنة ويقصر على قوم فلا آخر له معلوم.
يدبر الله تعالى أَمْر المخلوقات من السماء إلى الأرض، ثم يصعد ذلك الأمر والتدبير إلى الله في يوم مقداره ألف سنة من أيام الدنيا التي تعدُّونها.