أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
ألَا تُشاهِدُ كيفَ أنَّ اللهَ بقُدرَتِهِ يُدخِلُ اللَّيلَ في النَّهارِ شَيئًا فشَيئًا، ويُدخِلُ النَّهارَ في اللَّيلِ كذلك، بميزانٍ ودِقَّةٍ مُتناهيَة، وسَخَّرَ الشَّمسَ والقمرَ فجعلَهُما مُذَلَّلَينِ طائعَينِ لِمَا يُرادُ منهما في خِدمَةِ الإنسَان، وهُما يَجرِيانِ إلى حَدٍّ مُعَيَّن، وإلى وَقتٍ مُحَدَّد، ليتكوَّنَ مِنْ حرَكاتِهما اللَّيلُ والنَّهار، والشَّهرُ والسَّنَة... إنَّهُما مِنْ صُنعِ اللهُ الخالِقِ المُدَبِّر، الذي أحاطَ عِلمُهُ بجَميعِ ما تَعمَلون، ظاهِرِهِ وخَفيِّه.
{ ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير }.
ألم تر أن الله يأخذ من ساعات الليل، فيطول النهار، ويقصر الليل، ويأخذ من ساعات النهار، فيطول الليل, ويقصر النهار، وذلَّل لكم الشمس والقمر، يجري كل منهما في مداره إلى أجل معلوم محدد، وأن الله مُطَّلع على كل أعمال الخلق مِن خير أو شر، لا يخفى عليه منها شيء؟