وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
ولو أنَّ جَميعَ الأشجَارِ التي في الأرْضِ بُرِيَتْ وجُعِلَتْ أقلامًا، وجُعِلَ البَحرُ مِدادًا، يَمُدُّ هذهِ الأقلامَ بهِ كُلَّما انتهَى مِدادُها، ومُدَّ هذا البَحرُ بسَبعَةِ أبحُرٍ أُخرَى بعدَ انتِهائه، وكُتِبَ بها كَلامُ الله، لَمَا نَفِدَ كلامُهُ سُبحانَه، لعدَمِ تَناهيه، واللهُ عَزيزٌ لا يُعجِزُهُ شَيء، قدْ غلبَ كُلَّ شَيءٍ وقهَرَه، حَكيمٌ في حُكمِهِ وأمرِهِ وجَميعِ شُؤونِه.
والمُرادُ بالسَّبعَةِ الكَثرَةُ والمُبالَغَة، لا الحَصر.
{ ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام } الآية وذلك أن المشركين قالوا في القرآن : هذا كلام سيفذ وينقطع فأعلم الله سبحانه أن كلامه لا ينفذ { والبحر يمده } أي : يزيد فيه ثم كتبت به كلمات الله { ما نفدت }.
ولو أن أشجار الأرض كلها بُريت أقلامًا والبحر مداد لها، ويُمَد بسبعة أبحر أخرىن وكُتِب بتلك الأقلام وذلك المداد كلمات الله، لتكسرت تلك الأقلام، ولنفِد ذلك المداد، ولم تنفد كلمات الله التامة التي لا يحيط بها أحد. إن الله عزيز في انتقامه ممن أشرك به، حكيم في تدبير خلقه. وفي الآية إثبات صفة الكلام لله- تعالى- حقيقة كما يليق بجلاله وكماله سبحانه.