أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ
ألمْ تَنظُروا كيفَ ذَلَّلَ اللهُ لكمْ ما يَلزَمُكمْ ممَّا في السَّماواتِ والأرْض، مِنَ اللَّيلِ والنَّهار، والرِّيحِ والمطَر، والشَّجَرِ والثَّمَر، والدَّوابِّ والطَّير، وجَميعِ ما في البَرِّ والبَحر، وأوسعَ عَليكمْ نِعمَهُ الظَّاهِرَةَ والباطِنَة، الواضِحةَ والخَفيَّة، مِنْ إرسالِ الرُّسُل، وإنزالِ الكتُب، والسَّمعِ والبصَر، والعَقلِ والفَهم... وهُناكَ مَنْ يُناقِشُ ويُخاصِمُ في تَوحيدِ اللهِ وإرسَالِ الرسُلِ والمَعاد، بغَيرِ دَليلٍ عِلميٍّ ولا استِنادٍ إلى حُجَّةٍ صَحيحَة، ولا كِتابٍ صَحيحٍ يُبَيِّنُ مُعتقَدَه.
{ ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات } من الشمس والقمر والنجوم لتنتفعوا بها { وما في الأرض } ومن البحار والأنهار والدواب { وأسبغ } وأوسع وأتم { عليكم نعمه ظاهرة } وهي حسن الصورة وامتداد القامة { وباطنة } وهي المعرفة والباقي قد مضى تفسيره.
ألم تروا- أيها الناس- أن الله ذلَّل لكم ما في السموات من الشمس والقمر والسحاب وغير ذلك، وما في الأرض من الدوابِّ والشجر والماء، وغير ذلك مما لا يحصى، وعمَّكم بنعمه الظاهرة على الأبدان والجوارح، والباطنة في العقول والقلوب، وما ادَّخره لكم مما لا تعلمونه؟ ومن الناس مَن يجادل في توحيد الله وإخلاص العبادة له بغير حجة ولا بيان، ولا كتاب مبين يبيِّن حقيقة دعواه.