وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
وإذا بذَلا جُهدَهُما وحرَصَا على أنْ تُشرِكَ بي شَيئًا لا يَصِحُّ أنْ يَكونَ إلهًا ولا يَستَقيم، لكنَّهُ عَقيدَتُهما، فلا تَسمَعْ منهما، فـ"لا طاعَةَ لمَخلوقٍ في مَعصِيَةِ الله" كما في الحَديثِ الصَّحيح، ولكنْ دارِهِما في الدُّنيا، وصاحِبْهما بالعِشْرَةِ الجَميلَة، بما يُوافِقُ الشَّرْعَ ويَقتَضيهِ الكرَمُ والمُروءَة، كإطعَامِهما، وعِيادَتِهما إذا مَرِضا، واتَّبِعْ طَريقَ مَنْ أقبلَ على طاعَتي، ولا تَتَّبعْ طَريقَهُما في الكُفرِ والمَعصِيَة، ثمِّ إليَّ مَصيرُكمْ جَميعًا، مَنْ آمَنَ ومَنْ كفَر، لأجزيَ كُلاًّ بما عَمِل.
{ وإن جاهداك } مفسر فيما مضى وقوله : { وصاحبهما في الدنيا معروفا } أي : مصاحبا معروفا وهو المستحسن { واتبع سبيل من أناب } رجع { إلي } يعني : اسلك سبيل محمد صلى الله عليه و سلم وأصحابه نزلت في سعد بن أبي وقاص وقد مر.
وإن جاهدك- أيها الولد المؤمن- والداك على أن تشرك بي غيري في عبادتك إياي مما ليس لك به عِلم، أو أمراك بمعصية مِن معاصي الله فلا تطعهما؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وصاحبهما في الدنيا بالمعروف فيما لا إثم فيه، واسلك- أيها الابن المؤمن- طريق مَن تاب من ذنبه، ورجع إليَّ وآمن برسولي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إليَّ مرجعكم، فأخبركم بما كنتم تعملونه في الدنيا، وأجازي كلَّ عامل بعمله.