وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
وكما أرسَلناكَ إلى قَومِك، فقَدْ أرسَلنا مِنْ قَبلِكَ رسُلاً كثيرينَ إلى أقوامِهم، فجَاؤوهمْ بالمُعجِزاتِ الواضِحات، والبراهينِ القاطِعات، الدالَّةِ على صِدقِهمْ وصِحَّةِ رِسالَتِهم، كما جِئتَ قَومَكَ بالبيِّنات، فمِنهمْ مَنْ آمنَ بهمْ ومِنهمْ مَنْ كذَّبَهم، فانتقَمنا مِنَ الذينَ كذَّبوهمْ وخالَفوهمْ وعَذَّبناهم، وكانَ حقًّا عَلينا أنْ نَنصُرَ المؤمِنينَ ونَنتَقِمَ مِنْ أجلِهم، ونُنقِذَهمْ مِنَ العَذاب.
{ فانتقمنا من الذين أجرموا } أي : عاقبنا الذين أشركوا { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } في العاقبة وكذلك ننصرك في العاقبة على من عاداك.
ولقد أرسلنا مِن قبلك -أيها الرسول- رسلا إلى قومهم مبشرين ومنذرين يدعونهم إلى التوحيد، ويحذرونهم من الشرك، فجاؤوهم بالمعجزات والبراهين الساطعة، فكفر أكثرهم بربهم، فانتقمنا من الذين اكتسبوا السيئات منهم، فأهلكناهم، ونصرنا المؤمنين أتباع الرسل، وكذلك نفعل بالمكذبين بك إن استمروا على تكذيبك، ولم يؤمنوا.