وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ
وإذا أسبَغنا على النَّاسِ نِعمَة، مِنْ صِحَّةٍ ومَال، وجاهٍ ووَلَد، بَطِروا وأَشِروا، وعصَوا وأفسَدوا، بدلَ أنْ يَشكروا ربَّهمْ ويَزيدوا مِنْ طاعَتِهمْ له. وإذا أصابَهمْ قَحطٌ وبَلاء، بسبَبِ أعمالِهمُ السيِّئةِ وجَرائمِهمُ المُتَكرِّرَة، إذا هُمْ آيسُونَ مِنَ الخَير، لا يَتوقَّعونَ بعدَها رَحمَةً مِنْ رَبِّهم!
{ وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها } الآية هذا من صفة الكافر يبطر عند النعمة ويقنط عند الشدة ولا يشكر في الأولى ولا يحتسب في الثانية.
وإذا أذقنا الناس منا نعمة مِن صحة وعافية ورخاء، فرحوا بذلك فرح بطرٍ وأَشَرٍ، لا فرح شكر، وإن يصبهم مرض وفقر وخوف وضيق بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، إذا هم يَيْئَسون من زوال ذلك، وهذا طبيعة أكثر الناس في الرخاء والشدة.