وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ
ومِنْ آياتِهِ الكبيرَةِ الدالَّةِ على كمَالِ قُدرَتِه، خَلقُ السَّماواتِ العَظيمَة، بارتِفاعِها وسَعَتِها، وما فيها مِنْ كواكِبَ ونجومٍ وأجْرام، تَسيرُ وتَدورُ بموازينَ دَقيقَة، دونَ أنْ يَتصادمَ بَعضُها ببَعض.
وخلقَ الأرْضَ وما فيها مِنْ بِحارٍ ويابِسَة، وجِبالٍ ووُديان، وحيَواناتٍ بأنواعِها البرِّيَّةِ والبَحريَّة، وشجَرٍ وزَرع، ومَعدِنٍ ونِفْط...
ومِنْ آياتِه اختِلافُ لُغاتِكم، فلكُلِّ قَومٍ لُغَتُه، ولكُلِّ قَبيلَةٍ لَهجَتُها، وهيَ بالآلاف، ولا يَفهمُ قَومٌ مِنْ قَومٍ إلاّ أنْ يَتعَلَّموا لُغتَهم، أو تُتَرجَمَ لهم!
ومِنْ آياتِهِ كذلكَ اختِلافُ ألوانِكم، بينَ أبيضَ وأسوَد، وأحمرَ وأصفَر، وكُلُّكمْ أبناءُ رَجُلٍ واحِد.
وفي ذلكَ كُلِّهِ بَراهينُ على قُدرَةِ اللهِ وكمَالِ إبداعِه، لمَنْ أُوتيَ عِلمًا وفَهمًا وتدَبُّرًا.
يَذكرُ العُلماءُ في هذا العَصرِ أنَّ لكُلِّ شَخصٍ لونُهُ الخاصُّ به، وأنَّ العَينَ البشَريَّةَ تُفَرِّقُ بينَ درَجاتٍ عَديدَةٍ جدًّا مِنَ اللَّونِ الواحِد. ويُلاحَظُ أنَّ الذينَ بَشَرَتُهمْ سَوداء، أو شَديدَةُ السُّمرَة، يَعيشُونَ في خَطِّ الاستِواء، والمادَّةُ الدَّاكِنَةُ مِنْ خصائصِها امتِصاصُ الأشِعَّةِ فوقَ البنَفسَجيَّةِ الضَّارَّة.
{ ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم } وأنتم بنو رجل واحد وامرأة واحدة.
ومن دلائل القدرة الربانية: خَلْقُ السموات وارتفاعها بغير عمد وخَلْقُ الأرض مع اتساعها وامتدادها واختلافُ لغاتكم وتباينُ ألوانكم إن في هذا لَعبرة لكل ذي علم وبصيرة.