أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
ألا يَتفَكَّرونَ في أنفُسِهمْ وطَبيعَةِ تَكوينِهمْ وهَيئتِهم، وفيما حَولَهمْ مِنْ أعاجِيبِ الخَلق، وهذهِ السَّماواتِ الكبيرَة، والأرْضِ وما فيها، وما بينَهما، وأنَّ اللهَ لم يَخلُقْهما إلاّ بالحَقِّ والعَدل، ولحِكمَةٍ وفائدَة، وهُما مَخلوقانِ إلى أجَلٍ مُحَدَّد، هوَ يَومُ القيامَة، ولكنَّ كثيرًا مِنَ النَّاسِ لا يُؤمِنونَ بالبَعثِ والحِساب، فهمْ مُعرِضونَ عمَّا يَنتَظِرُهمْ بعدَ المَوت.
{ أولم يتفكروا في أنفسهم } فيعلموا { ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق } أي : للحق وهو الدلالة على توحيده وقدرته { وأجل مسمى } ووقت معلوم تفنى عنده يعني : يوم القيامة وقوله .
أولم يتفكر هؤلاء المكذِّبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم، وأنه خلقهم ولم يكونوا شيئًا. ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب والدلالة على توحيده وقدرته وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة؟ وإن كثيرًا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون جهلا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم وغفلةً منهم عن الآخرة.