فكُلِي يا مَريَمُ مِنَ الرُّطَبِ واشرَبي مِنَ النَّهر، وطِيبي نَفسًا ولا تَحزَني، فإذا رَأيتِ أحَدًا مِنَ النَّاسِ وسألَكِ عنْ شَيء، فقولي له - لعَلَّهُ إشارَةً -: إنِّي نذَرتُ للهِ أنْ أصْمُت، فلنْ أُكَلِّمَ أحَدًا مِنَ النَّاسِ هذا اليَوم. رُبَّما كراهةَ مُجادَلَةِ السُّفَهاء، واكتِفاءً بكلامِ عيسَى عَليهِ السَّلام.
{ فكلي } من الرطب { واشربي } من الماء السري { وقري عينا } بولدك { فإما ترين من البشر أحدا } فسألك عن ولدك ولامك عليه { فقولي إني نذرت للرحمن صوما } صمتا أي : قولي له : إني أوجبت على نفسي لله سبحانه أن لا أتكلم وذلك أن الله تعالى أراد أن يظهر براءتها من جهة عيسى عليه السلام يتكلم ببراءة أمه وهو في المهد فذلك قوله : { فلن أكلم اليوم إنسيا }
فكلي من الرطب, واشربي من الماء وطيـبي نفسًا بالمولود, فإن رأيت من الناس أحدًا فسألك عن أمرك فقولي له: إني أَوْجَبْتُ على نفسي لله سكوتًا, فلن أكلم اليوم أحدًا من الناس. والسكوت كان تعبدًا في شرعهم, دون شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.