قالَ جِبريل: قالَ رَبُّكِ: كذلكَ هوَ سَهلٌ عَليَّ يَسير، وإنْ لم يَكنْ لكِ زَوج، ولم توجَدْ منكِ فاحِشَة، ولنَجعلَ هذا الغُلامَ عَلامةً للنّاس، ودَلالَةً على كمالِ قُدرَتِنا، ونِعمَةً عَظيمَةً مِنْ عندِنا، وليَكونَ نبيًّا مِنَ الأنبياء، ويَهتَدي النَّاسُ بهَدْيه. وكانَ هذا أمرًا مُقَدَّرًا ومُسَطَّرًا في اللَّوحِ المَحفوظ، فلا بُدَّ منه.
{ قال كذلك } أي : الأمر كما وصفت لك { قال ربك هو علي هين } أن أهب لك غلاما من غير أب { ولنجعله آية } علامة للناس على قدرة الله تعالى { ورحمة منا } لمن تبعه على دينه { وكان } ذلك { أمرا مقضيا } قضيت به في سابق علمي فرفع جبريل عليه السلام جانب درعها فنفخ في جيبها فحملت بعيسى عليه السلام
قال لها المَلَك: هكذا الأمر كما تصفين من أنه لم يمسسك بشر, ولم تكوني بَغِيًّا, ولكن ربك قال: الأمر عليَّ سهل; وليكون هذا الغلام علامة للناس تدل على قدرة الله تعالى, ورحمة منَّا به وبوالدته وبالناس, وكان وجود عيسى على هذه الحالة قضاء سابقًا مقدَّرًا, مسطورًا في اللوح المحفوظ, فلا بد مِن نفوذه.