أحمد عبدالله ريراش الصومالي
مؤلف كتاب: كشف السدول عن تاريخ الصومال وممالكهم السبعة
الشيخ أحمد عبدالله ريراش الصومالي، هو عضو الدعوة والإرشاد للإذاعة الصومالية في هرجيسه، وصاحب مدرسة الفلاح الوطنية وخطيب مسجد النور سابقاً، من مؤرخي وعلماء الصومال، ورائد من رواد التأليف والبحث في بلده، عُرف بكتابه " كشف السُّدول عن تاريخ الصومال وممالكهم السبعة".
وهذا الكتاب النادر طبع بمطابع وكالة الدولة للطباعة بمقديشو 1974م، ثم طبعته دار زيلع للطباعة والنشر بمقديشو، وقد جاء في 253 صفحة، وهو يعتبر من أهم المراجع والمصادر في تاريخ منطقة القرن الإفريقي عامة والصومال خاصة.
وهذا ما جاء في الكتاب عن حياة المؤلف بقلمه:
ولد في عام 1919 ميلادية في بادية الإقليم الشمالي الغربي في مكان يسمى "بقر"، وهي قريبة من بلدة "جبلى"، وهي من جهة جنوبها بينها وبين بلدة جبلى خمسة أميال أو أربعة تقريباً، وارتحل والده به مع أخواته إلى قرية اسمها "جميعووين" وهي من جهة الشرق من بلدة جبلى بينها وبين "جبلى" ثلاثة أميال تقريباً، وتعلم القرآن فيها على يد معلم رشيد اسمه معلم محمد بن حسن من تلاميذ معلم "كري" من تلامذة معلم "كري" المقرئ الكبير المشهور في الإقليم الشمالي الغربي ثم ألحقه والده بدروس العلماء الأفاضل في "جبلى" منهم الشيخ العالم الفاضل عمر بن الشيخ محمد بن عبدله، وأخذ منه صغار العلوم الفقهية ثم التفسير، والشيخ عمر بن الشيخ محمد من تلامذة شيخ المشائخ فريد عصره في العلم والفضل والحلم الشيخ عمر ورفاه، ثم التحق بشيخه الفاضل الأديب ذي الحلم والحياء والكرم الشيخ عبدالله ورفاه ولازم معه مدة لا تقل عن خمسة عشر سنة حتى اشتد ساعده وأخذ منه النحو والصرف بالإتقان، ثم انتقل إلى مدينة "دكحبور" ودخل هناك المدرسة التي أسسها شيخ الإسلام والمربي الكامل الشيخ علي بن الشيخ عبدالرحمن الملقب بـ"صوفي" 1365هـ وأخذ عنه التفسير أيضاً وعلم التجويد وتحسين الخط والحساب وغير ذلك من علوم العصر، ثم انتقل إلى مقدشو، والتحق بعلمائها الأعلام الفقهاء منهم الشيخ العلامة والبحر الفهامة تذكرة النوى محمد بن القاضي محيي الدين وأخيه العلامة الشيخ أبي بكر بن القاضي محيي الدين، وكان بيتهم مناراً لنشر العلم والفقه في الصومال ثم رجع إلى وطنه جبلى في عام 1950م، وارتحل إلى هرجيسه إجابة لطلب الأعيان له أن يكون مدرساً لهم في المدارس الأهلية، وفتح فيها مدرسة اسمها "مدرسة الفلاح الأهلية" في عام 1955 بمعونة أعيانها ولا سيما السيد أحمد حسن إبراهيم والشيخ محمد عبدالله وَ اوحسين عابي والحاج عثمان الملقب بجري، والحاج عبدالله أبو سته، ولا شك أن السيد أحمد حسن إبراهيم هو المؤسس الحقيقي لمدرستنا والمدارس الحكومية في الإقليم الشمالي كما قال مدير التربية والتعليم السيد محمود أحمد علي في إذاعة هرجيسه مباشرة.
ونقدم للمساعدين لنا في تأسيس المدرسة في هرجيسه من العلماء والوجهاء والتجار والشعب كله خالص شكري.
وكانت المدرسة المنار الأول لنشر العلم والثقافة في ذلك الجزء من البلاد وأن معظم المتعلمين في مختلف الميادين التعليمية من إقليم هرجيسه، كانوا ممن تخرجوا من المدرسة المذكورة فهو الرائد الأول للنهضة العلمية في الإقليم الشمالي من الجمهورية.
وكان في نيتي منذ سنوات أن أضع كتاباً يبحث عن تاريخ الصومال قديماً وحديثاً ولم يكن لدي من المعلومات الواضحة ما يكفينا للوصول إلى حقائق مقنعة حتى وجدت كتاباً مخطوطاً بخط قديم في 960هـ يتكلم عن الملوك الصوماليين الذين أسسوا الممالك السبعة وغيرها وتاريخ حروبهم وبلدانهم من العواصم وغيرها.
وبعد ذلك عرفنا منابع التاريخ للصوماليين وتطوراتها وكنت في بحثها وجمعها للكتب والمعلومات في مدة لا تقل عن ثلاثة عشر سنة، وإن لم يكن هذا الجزء الصغير مناسباً بهذه المدة الكثيرة؛ لكن ما احتواه لكبيرٌ وعزة الوجود،[1] وأرجو من الله أن يكون خالصاً لوجهه الكريم ونافعاً لأبناء وطني العزيز وشعبي الأبيِّ، والله الموفق للصواب.
وأقدم خالص شكري لوزارة الاستعلامات والإرشاد القومي التي قامت بطبع هذا الكتاب ونشره، ولكل من عاونني في إخراج هذا الكتاب سواء كانت بتقديم المعلومات والتشجيع المادي والأدبي وهم أكثر من أن نحصيهم وأعظم من كل شكر يوجه إليهم.
وصلى الله على سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه أهل الفضل والتقى، وسلمَ تسليماً كثيراً دائماً أبداً.
[1] ربما كان المقصود: وعزيز الوجود.