الخطاط قطبة المحرر (ت: 154هـ)

الخطاط قطبة المحرر (ت: 154هـ)

زبير محمد خير يوسف

 

خطاط في الفترة الأموية المبكرة، يعزى إليه ابتكار خطوط أربعة رئيسية هي: الطومار، الجليل، النصف، الثلث.[1]

في سنة 131هـ أرسى الخطاط قطبة المحرر قواعد الخطوط الكوفية.

لمع نجم هذا الخطاط في العصر الأموي، ويكاد أن يكون نموذجا فريدا عند أهل الخط في زمانه، ينسب إليه الخروج من الشكل الكوفي إلى ما يقارب الشكل الذي هو عليه الآن، وهو الذي اخترع القلم الطومار والقلم الجليل وهو ما نسميه الآن بالخط الجلي.[2]، وقد استعمل قطبة هذا الخط ومن عاصروه أو جاؤوا بعده في الكتابة على أبواب المساجد ومحاريبها.[3] قال عنه ابن النديم في كتابه "الفهرست": أول من كتب في أيام بني أمية قطبة وهو استخرج الأقلام الأربعة واشتق بعضها من بعض وكان قطبة أكتب الناس على الأرض بالعربية.

أصبح "قطبة المحرر" الخطاط الخاص للوليد بن عبد الملك. وعرف عن هذا الخطاط كذلك بأنه كان يكتب له المصاحف والأشعار.

ويقول الخطاط "محمد طاهر الكردي" رحمه الله في كتابه تاريخ الخط العربي وآدابه: "ثم لما جاء زمن بني أمية اشتغل كثير من الناس بالعربية وفي عهدهم أخذ الخط يسمو ويرتقي ويتحسن أكثر من قبل، وفي أواخر أيامهم اشتهر بحسن الخط رجل يقال له: (قطبة) المحرر وهو الذي بدأ في تحويل الخط العربي من الشكل الكوفي إلى ما يقارب الشكل الذي هو عليه الآن، وكان المذكور أكتب أهل زمانه، وهو الذي اخترع القلم الطومار والقلم الجليل وهو ما نسميه الآن بالخط (الجلي) أي الكبير الواضح.."[4]

وذكر الخطاط التركي الدكتور علي ألب أرسلان أن الخطاط المشهور قطبة المحرر - الذي عاش في العهد الأموي - قد غيَّر في الخط الكوفي وأعطاه أشكالا، فأوجد منه أربعة أنواع من الخطوط. ولم يذكر ابن النديم أسماء تلك الخطوط، بل ذكر القلقشندي اسمين اثنين منها فقط، وهما: "الجليل" و"الطومار". أما سي. هوارت (C. Huart) فقد ذكر أن هذه الأنواع من الخطوط هي: الجليل والطومار والثلث والنسخ. وعلى الرغم من عدم وجود أي نموذج من خطوط قطبة بين أيدينا، إلا أنه يمكننا القول: إن قطبة قد غير الخط الكوفي تغييراً طفيفاً، وشكل منه بضعة أنواع من الخطوط.[5]

[1] كتاب: أطلس الحضارة الإسلامية، إسماعيل راجي الفاروقي و لويس لمياء الفاروقي ص 511.

[2] من مقال بعنوان: من أشهر الخطاطين في مختلف العصور.

[3] من كتاب: رحلة الخط العربي من المسند إلى الحديث تأليف: أحمد شوحان، تقديم: الدكتورة خيال الجواهري. من منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2001.

[4] من كتاب: تاريخ الخط العربي وآدابه، تأليف: محمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي الخطاط، ص 68.

[5] من مقال: "الخط العربي عند الأتراك"، علي ألب أرسلان، مجلة الدارة - العدد الأول – السنة الثالثة والثلاثون 1428هـ.

للمشاركة بالمقالات في الشبكة
نرحب بمشاركاتكم ومقالاتكم لنشرها في الشبكة، للمشاركة يمكنكم الضغط هنا