ترجمة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

ترجمة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

أبو محمد عبد الرحمن بن عوف ابن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي

كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو وقيل عبد الحارث وقيل عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن

 أمه الشفاء بنت عوف أسلمت وهاجرت

أسلم عبد الرحمن قديما قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم دار الأرقم وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين وشهد المشاهد كلها وثبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد وصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم خلفه في غزوة تبوك ذهب للطهارة فجاء وعبد الرحمن قد صلى بهم ركعة فصلى خلفه وأتم الذي فاته وقال ما قبض نبي حتى يصلي خلف رجل صالح من أمته

وعن أبي سلمة عن أبيه أنه كان مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فذهب النبي صلى الله عليه و سلم لحاجته فأدركهم وقت الصلاة فأقاموا الصلاة فتقدمهم عبد الرحمن فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فصلى مع الناس خلفه ركعة فلما سلم قال أصبتم أو أحسنتم

ذكر صفته

كان طويلا رقيق البشرة فيه جنأ أبيض مشربا حمرة ضخم الكفين أقنى

وقال ابن إسحاق كان ساقط الثنيتين أعرج أصيب يوم أحد فهتم وجرح عشرين جراحة أو أكثر أصابه بعضها في رجله فعرج

ذكر أولاده

كان له من الولد سالم الأكبر مات قبل الإسلام أمه أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة وأم القاسم ولدت في الجاهلية وأمها بنت شيبة بن ربيعة ومحمد وإبراهيم وحميد وإسماعيل وحميدة وأمة الرحمن أمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ومعن وعمر وزيد وأمة الصغرى أمهم سهلة بنت عاصم بن عدي وعروة الأكبر أمه بحرية بنت هانيء وسالم الأصغر أمه سهلة بنت سهيل بن عمرو وأبو بكر أمه أم حكيم بنت قارظ وعبد الله أمه بنت أبي الخشخاش وأبو سلمة وهو عبد الله الأصغر وأمه تماضر بنت الأصبغ وعبد الرحمن أمه أسماء بنت سلامة ومصعب وآمنة ومريم أمهم أم حريث من سبي بهرا وسهيل أبو الأبيض أمه مجد بنت يزيد وعثمان أمه غزال بنت كسرى أم ولد وعروة ويحيى وبلال لأمهات أولاده وأم يحيى وأمها زينب بنت الصباح وجويرية أمها بادية بنت غيلان

وعن ثابت البناني عن أنس قال بينما عائشة رضي الله عنها في بيتها إذ سمعت صوتا رجت منه المدينة فقالت ما هذا قالوا عير قدمت لعبد الرحمن بن عوف من الشام وكانت سبعمائة راحلة فقالت عائشة أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا فبلغ ذلك عبد الرحمن فأتاها فسألها عما بلغه فحدثته قال فإني أشهدك أنها بأحمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل الله عز و جل

وعنه قال بينا عائشة في بيتها سمعت صوتا في المدينة فقالت ما هذا قالوا عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شيء قال وكانت سبعمائة بعير قال فارتجت المدينة من الصوت فقالت عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف فقال إن استطعت لأدخلنها قائما فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله عز و جل رواه الإمام أحمد

وعن أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال باع عبد الرحمن بن عوف أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار فقسم ذلك المال في بني زهرة وفقراء المسلمين وأمهات المؤمنين وبعث إلى عائشة معي بمال من ذلك المال فقالت عائشة أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لن يحنو عليكن بعدي إلا الصالحون سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة

وعن الزهري قال تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم بشطر ماله أربعة آلاف ثم تصدق بأربعين ألفا ثم تصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله تعالى ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله تعالى وكان عامة ماله من التجارة

وعن جعفر بن برقان قال بلغني أن عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف بيت

وعن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير فكفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه وأراه قال وقتل حمزة وهو خير مني يعني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام انفرد بإخراجه البخاري

وعن نوفل بن إياس الهذلي قال كان عبد الرحمن لنا جليسا وكان نعم الجليس وإنه انقلب بنا يوما حتى دخلنا بيته ودخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا وأتينا بصحفة فيها خبز ولحم فلما وضعت بكى عبد الرحمن بن عوف فقلنا له يا أبا محمد ما يبكيك فقال هلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ولا أرانا أخرنا لها لما هو خير لنا

وعن سعيد بن حسين قال كان عبد الرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده

وعن أيوب عن محمد أن عبد الرحمن بن عوف توفي وكان فيما ترك ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه وترك أربع نسوة فأخرجت امرأة من ثمنها بثلاثين ألفا

ذكر وفاته رضي الله عنه

توفي عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع وهو ابن اثنتين وسبعين ويقال خمس وسبعين

مصدر المادة
صفة الصفوة – للإمام ابن الجوزي
للمشاركة بالمقالات في الشبكة
نرحب بمشاركاتكم ومقالاتكم لنشرها في الشبكة، للمشاركة يمكنكم الضغط هنا