الإملاء بين الاختبار والتعلم: مسألة تعليم بحاجة إلى مناقشة بين مدرسي اللغة العربية على نطاق واسع بحسب تجاربهم في مسارات التربية والتعليم.
عندما كنا براعم، أشد ما يزعجنا حصة الإملاء، لأن مدرسي ذلك الوقت ما دخلوا الفصل إلا وبصحبتهم آلات العقاب البدني، فكنا نتوجس ومع تعاقب مراحل التعليم، وتباين اهتمامات المعلمين بالإملاء لاختلاف مستويات أدائهم، وخبراتهم، سرنا نخطئ، ونصيب.
عملنا معلمين للغة العربية، ومازالت الإملاء فرس رهان.. هل هي تعلم أم اختبار؟ إن قلنا تعلم، التزمنا قواعد تدريسها خاصة القديمة، وإن رأيناها اختبارًا، فلابد من مراجعة جملة وسائل معينة : قراءة القطع المختارة للصغار قراءة واضحة، وإشراكهم بطيب نفس في القراءة، والفهم، ثم ربط الموضوع بفروع اللغة العربية المتكاملة، بعد ذلك ندربهم على طرائق الاختبار المتعدد - تفعيل المجموعات - بعد الاطمئنان على قابلية ما يراد إملاؤه، نختبر التلاميذ مراعين فروقهم الفردية، من ثم نحدد القطعة لهم لمراجعتها من طرفهم.. بعدها يتم إملاؤها.
الإملاء ضمن منهج محدد، لابد من مدرس واع مؤمن برسالته كمعلم صاحب خبرة، إلى جانب منهج مجرب في حدود مستوى استيعاب المقرر عليهم، يعزز ذلك تلميذ قادر على التعلم متمتع بحواس سليمة : نظر، استماع، لمس، تذوق، شم - في بعض الدروس يحتاج المعلم إلى تطبيق موضوع عملي من ثم يخرجه مادة إملائية... يتجاوب معها التلاميذ كثيرًا.
صفوة القول إن الإملاء فن لغوي يجمع بين التعلم، والاختبار.
د. عادل كبّار - الرياض السعودية