التنمية البشرية في الإسلام

سئلت: هناك تنمية اقتصادية، وأخرى زراعية، وأخرى بشرية... وهذه الأخيرة تناولها كتّاب إسلاميون، ولكن كل يركز ويضيف في مجال تخصصه. فما المقصود الأساسي منها، وما الذي ركزوا عليه فيها.

 

فكان الجواب في هذا المقال القصير:

المقصود الأساسي للتنمية البشرية في الإسلام أنها تنمية تشمل جميع مناحي الحياة الإنسانية، من خلال قواعد مستنبطة من القرآن والسنة.

وتقوم على جملة من الأسس، مثل: الاستخلاف، والتسخير، والتخطيط، والمسؤولية، والعمل، والإصلاح.

والهدف منها: بقاء الإنسان، وتوفير حاجاته، والانتقال إلى مستوى أفضل.

والإنسان هو محور التنمية البشرية في القرآن الكريم.

وقد ذكر الأستاذ عمار حسن أن رؤية الباحثين للتنمية البشرية تعددت باختلاف رؤيتهم وتخصصهم واهتمامهم، ثم حدد مفهوم التنمية البشرية بأنه "عملية واسعة وشاملة ومستمرة ومتعددة الجوانب لتغيير حياة الإنسان وتطويرها إلى الأفضل".

وذكر الأستاذ أحمد محمد علي أن الباحثين المسلمين وضعوا "التنمية البشرية" ضمن نطاق اهتماماتهم، وقدموا خطابات توظف مفاهيمها للترويج لأفكار ذات مضمون إسلامي.

وذكر الدكتور أشرف دوابه أن الإسلام ينظر للتنمية البشرية على أنها "الحياة الطيبة".

وقال الدكتور وليد خالد الربيع في مقال له بعنوان: (تنمية الإنسان في القرآن): "إن القرآن الكريم قد وضع أسس تزكية النفوس وتهذيبها، وهو ما يقابل مفهوم التنمية البشرية".

وقال الدكتور عطية الباحوث: "الفقه الإسلامي مؤسس التنمية البشرية بحق، لشمولية توجيهاته، ودقة تنظيماته، ومراعاته لكل جوانب حياته، فهو ينظر بعين الحاضر كما ينظر بعين المستقبل، ليصنع نوعًا من التركيب الشامل للتنمية، بعيداً عن الغلوّ والإسراف والتفريط أو الإفراط".

وقد ذكر المفكرون المسلمون عدة أسس ومرتكزات تقوم عليها التنمية البشرية، منها:

- ترسيخ الإيمان بالله عز وجل. ويكون ذلك بتدبر القرآن الكريم، ودراسة الأحاديث الشريفة، والعناية بكل ما يعين المسلم على طاعة الله ورسوله.

- الأعمال الصالحة. وهي الأقوال والأفعال التي تقرب العبد إلى الله تعالى، شريطة أن يتوفر فيه الإخلاص، وأن يكون وفق شرع الله.

- تحقيق سعادة الإنسان، وهدايته، وإصلاح شأنه، وهي أعلى مراتب التنمية البشرية.

- العلم الشرعي والمعرفة: وهو أحد مقومات الشخصية الإسلامية، والعلم الشرعي هو علم الكتاب والسنة، وما يعين على فهمهما، وهو أساس ترسيخ الوسطية والاعتدال.

- مواكبة روح العصر ومتطلباته، وملاحقة المتغيرات.

- ربط الإيمان بالتنمية الأخلاقية والسلوكية، قال الله تعالى: }مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [سورة النحل: 97]. والأخلاق: هي قواعد تنظم السلوك الإنساني، من أمانة وصدق وصبر وعدل وحِلم وتواضع ومروءة وإحسان.. ومهمة التنمية الأخلاقية هي تطهير حياة المسلمين من النفاق وانحطاط الهمجية والانحراف.

- تزكية النفوس: تربية وتزكية وبناء النفوس، وتأسيسها على تقوى من الله ورضوان.

- تنمية فكر الإنسان، وتنظيم سلوكه اللفظي والعملي على أساس الدين الإسلامي.

- التفاعل مع الحياة الاجتماعية: وهي مهارة أساسية من أجل التعايش مع أفراد المجتمع.

- تأهيل المورد البشري بكل ما يسهم في استغلال الموارد أفضل استثمار.

- تأدية حقوق المال في المجتمع على شكل صدقات، من أهمها الزكاة والصدقات التطوعية والكفارات، مما يحقق العدالة بين البشر.

 

بعض المصادر التي استفيد منها:

- التنمية البشرية من منظور الفقه الإسلامية، عطية عبدالله الباحوث (ورقة علمية).

- موقف الإسلام من علم تنمية الموارد البشرية، عمار حسن.

- مذكرة بعنوان: التنمية البشرية في الإسلامية.

- التنمية البشرية من منظور إسلامي ولاهوت الازدهار، أحمد محمد علي، موقع مركز خطوة للتوثيق والدراسات.

- تنمية الروح أساس التنمية البشرية (مقال)، موقع وزارة الأوقاف في المغرب.

- مدخل إلى التنمية المتكاملة: رؤية إسلامية، عبد الكريم بكار.

للمشاركة بالمقالات في الشبكة
نرحب بمشاركاتكم ومقالاتكم لنشرها في الشبكة، للمشاركة يمكنكم الضغط هنا