معنى كلمة آمين واللغات التي وردت فيه
جُمهُورُ أَهلِ اللُّغَةِ عَلَى أَنَّ آمِينَ فِي الدُّعَاءِ يُمَدُّ وَيُقصَرُ، وَتَقُولُ: أَمَّنتُ عَلَى الدُّعَاءِ تَأمِينًا، إِذَا قُلتَ آمِينَ[1]. وَيُعَبَّرُ غَالِبًا بِالتَّأمِينِ بَدَلاً مِن عِبَارَةِ: قَولِ آمِينَ، لِسُهُولَةِ اللَّفظِ. وَلَم يُعتَبَر التَّأمِينُ عُنوَانًا لِلبَحثِ؛ لِئَلاَّ يُشتَبَهَ بِالتَّأمِينِ التِّجَارِيِّ.
وَنَقَلَ الفُقَهَاءُ فِيهِ لُغَاتٍ عَدِيدَةً، نَكتَفِي مِنهَا بِأَربَعٍ: المَدِّ، وَالقَصرِ، وَالمَدِّ مَعَ الإمَالَةِ وَالتَّخفِيفِ، وَالمَدِّ مَعَ التَّشدِيدِ. وَالأخِيرَتَانِ حَكَاهُمَا الوَاحِدِيُّ وَزَيَّفَ الأخِيرَةَ مِنهُمَا. وَقَالَ النَّوَوِيُّ: إِنَّهَا مُنكَرَةٌ. وَحَكَى ابنُ الأنبَارِيِّ القَصرَ مَعَ التَّشدِيدِ. وَهِيَ شَاذَّةٌ أَيضًا.
وَكُلُّهَا إِلاَّ الرَّابِعَةَ اسمُ فِعلٍ بِمَعنَى استَجِب. وَمَعنَى آمِّينَ (بِالمَدِّ مَعَ التَّشدِيدِ) قَاصِدِينَ إِلَيكَ. «قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: سَأَلتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَن مَعنَى آمِينَ، فَقَالَ: افعَل». وَقَالَ قَتَادَةُ: كَذَلِكَ يَكُونُ. وَرُوِيَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «آمِينَ خَاتَمُ رَبِّ العَالَمِينَ عَلَى عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ»[2]. وَقَالَ عَطَاءٌ: آمِينَ دُعَاءٌ. وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا حَسَدَكُمُ اليَهُودُ عَلَى شَيءٍ مَا حَسَدُوكُم عَلَى آمِينَ وَتَسلِيمِ بَعضِكُم عَلَى بَعضٍ»[3]. قَالَ ابنُ العَرَبِيِّ: هَذِهِ الكَلِمَةُ لَم تَكُن لِمَن قَبلَنَا، خَصَّنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهَا[4].
حَقِيقَةُ التَّأمِينِ:
التَّأمِينُ دُعَاءٌ؛ لأَنَّ المُؤَمِّنَ يَطلُبُ مِنَ اللَّهِ أَن يَستَجِيبَ الدُّعَاءَ[5].
صِفَتُهُ (حُكمُهُ التَّكلِيفِيُّ):
الأصلُ فِي قَولِ آمِينَ أَنَّهُ سُنَّةٌ، لَكِنَّهُ قَد يَخرُجُ عَنِ النَّدبِ إِلَى غَيرِهِ، كَالتَّأمِينِ عَلَى دُعَاءٍ مُحَرَّمٍ، فَإِنَّهُ يَكُونُ حَرَامًا[6].
[1] تهذيب النووي، والمصباح المنير (أمن)
[2] رواه ابن عدي، والطبراني في الدعاء، والديلمي، وابن مردويه عن أبي هريرة، ولفظه: (آمين خاتم رب العالمين على لسان عباده المؤمنين) وإسناده ضعيف (فيض القدير 1 / 59، 60 ط الأولى التجارية) وقول ابن عباس «سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى آمين فقال: افعل» قال السيوطي في الدر المنثور (1 / 17 ط طهران): أخرجه جويبر عن الضحاك عن ابن عباس.
[3] حديث: «ما حسدكم...» رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن ماجه عن عائشة بلفظ: (ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين) حديث صحيح (فيض القدير 5 / 440)
[4] تهذيب الأسماء واللغات للنووي 2 / 1 / 12 ط المنيرية، وشرح الروض 1 / 154 ط الميمنية.
[5] الفروع 1 / 341 ط المنار الأولى، وتفسير الطبري 12 / 110، وتفسير الفخر الرازي 17 / 152 المطبعة البهية.
[6] ابن عابدين 1 / 331 ط بولاق، والبحر الرائق 1 / 331، وكشاف القناع 1 / 312 مطبعة أنصار السنة، ومطالب أولي النهى 1 / 431 ط المكتب الإسلامي، وعمدة القاري 6 / 48 ط المنيرية.