تعريف الآبار وبيان أحكامها العامة
الآبَارُ جَمعُ بِئرٍ، مَأخُوذٌ مِن «بَأَرَ» أَي حَفَرَ. وَيُجمَعُ أَيضًا جَمعَ قِلَّةٍ عَلَى أَبُورٍ وَآبُرٍ. وَجَمعُ الكَثرَةِ مِنهُ بِئَارٌ[1].
وَيَنقُلُ ابنُ عَابِدِينَ فِي حَاشِيَتِهِ عَن «النُّتَفِ»: البِئرُ هِيَ الَّتِي لَهَا مَوَادُّ مِن أَسفَلِهَا، أَي لَهَا مِيَاهٌ تَمُدُّهَا وَتَنبُعُ مِن أَسفَلِهَا. وَقَالَ: وَلاَ يَخفَى أَنَّهُ عَلَى هَذَا التَّعرِيفِ يَخرُجُ الصِّهرِيجُ وَالجُبُّ وَالآبَارُ الَّتِي تُملأَُ مِنَ المَطَرِ،[2] أَو مِنَ الأنهَارِ، وَالَّتِي يُطلَقُ عَلَيهَا اسمُ الرَّكِيَّةِ (عَلَى وَزنِ عَطِيَّةٍ) كَمَا هُوَ العُرفُ، إِذِ الرَّكِيَّةُ هِيَ البِئرُ، كَمَا فِي القَامُوسِ. لَكِن فِي العُرفِ هِيَ بِئرٌ يَجتَمِعُ مَاؤُهَا مِنَ المَطَرِ، فَهِيَ بِمَعنَى الصِّهرِيجِ. وَفِي حَاشِيَةِ البُجَيرِمِيِّ عَلَى شَرحِ الخَطِيبِ أَنَّ «البِئرَ» قَد تُطلَقُ عَلَى المَكَانِ الَّذِي يَنزِلُ فِيهِ البَولُ وَالغَائِطُ، وَهِيَ الحَاصِلُ الَّذِي تَحتَ بَيتِ الرَّاحَةِ. وَيُسَمَّى الآنَ بِالخَزَّانِ. وَيُقَالُ عَن هَذِهِ البِئرِ: بِئرُ الحُشِّ، وَالحُشُّ هُوَ بَيتُ الخَلاَءِ[3].
وَالأصلُ فِي مَاءِ الآبَارِ الطَّهُورِيَّةُ (أَي كَونُهُ طَاهِرًا فِي نَفسِهِ مُطَهِّرًا لِغَيرِهِ)، فَيَصِحُّ التَّطهِيرُ بِهِ اتِّفَاقًا، إِلاَّ إِذَا تَنَجَّسَ المَاءُ أَو تَغَيَّرَ أَحَدُ أَوصَافِهِ عَلَى
تَفصِيلٍ فِي التَّغَيُّرِ يُعرَفُ فِي أَحكَامِ المِيَاهِ. غَيرَ أَنَّ هُنَاكَ آبَارًا تَكَلَّمَ الفُقَهَاءُ عَن كَرَاهَةِ التَّطهِيرِ بِمَائِهَا لأَِنَّهَا فِي أَرضٍ مَغضُوبٍ عَلَيهَا. وَهُنَاكَ مِنَ الآبَارِ مَا نَصَّ الفُقَهَاءُ عَلَى اختِصَاصِهَا بِالفَضلِ، وَرَتَّبُوا عَلَى ذَلِكَ بَعضَ الأحكَامِ.
[1] ملخصا من تاج العروس (ب أ ر)