يَبدَأُ طورُ الاجتهاد مَعَ بَدءِ النَّهضَةِ العِلمِيَّةِ الشَّامِلَةِ فِي الدَّولَةِ الإسلاَمِيَّةِ، مِن أَوَاخِرِ عَهدِ الأمَوِيِّينَ إِلَى نِهَايَةِ القَرنِ الرَّابِعِ الهِجرِيِّ تَقرِيبًا.
وَكَمَا قُلنَا مِرَارًا وَتَكرَارًا: لاَ يُمكِنُ المُؤَرِّخَ أَن يَضَعَ حُدُودًا زَمَنِيَّةً مُعَيَّنَةً بَدءًا وَنِهَايَةً، كَمَا يُمكِنُ أَن نَقُولَ: إِنَّ هَذَا الطَّورَ يَتَنَاوَلُ عَهدَ الأئِمَّةِ العِظَامِ وَالأئِمَّةِ المُنتَسِبِينَ وَمُجتَهِدِي المَذَاهِبِ وَأَهلَ التَّرجِيحِ.
كَمَا أَنَّ هَذَا العَهدَ يَتَنَاوَلُ عَهدَ تَدوِينِ المَذَاهِبِ الفِقهِيَّةِ عَلَى الصُّورَةِ العِلمِيَّةِ الدَّقِيقَةِ.
وَقَبلَ أَن نَتَنَاوَلَ تَميِيزَ المُجتَهِدِينَ وَطَبَقَاتِهِم يَجِبُ أَن نُبرِزَ أَنَّ هَذَا العَهدَ شَهِدَ مَولِدَ عِلمٍ جَدِيدٍ، لَهُ اتِّصَالٌ وَثِيقٌ بِالفِقهِ وَهُوَ عِلمُ أُصُولِ الفِقهِ.