معنى الشريعة لغة واصطلاحا
الشَّرِيعَةُ فِي اللُّغَةِ: العَتَبَةُ وَمَورِدُ الشَّارِبَةِ، وَمِثلُهَا شِرعَةٌ. وَعِندَ عُلَمَاءِ الإسلاَمِ تُطلَقُ عَلَى مَا يُطلَقُ عَلَيهِ اسمُ الشَّرعِ.
وَمِن ذَلِكَ قوله تعالى: “ ثُمَّ جَعَلنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأمرِ فَاتَّبِعهَا وَلاَ تَتَّبِع أَهوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعلَمُونَ”[1] وَمِن ذَلِكَ قوله تعالى: “ لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً وَمِنهَاجًا”[2].
هَذَا وَفِي العَصرِ الحَدِيثِ شَاعَ إِطلاَقُ لَفظِ الشَّرِيعَةِ عَلَى مَا شَرَعَهُ اللَّهُ مِن أَحكَامٍ عَمَلِيَّةٍ، فَهِيَ بِهَذَا الإطلاَقِ تَكُونُ مُرَادِفَةً لِلَفظِ فِقهٍ بِالاِعتِبَارِ الَّذِي عَلَيهِ المُتَأَخِّرُونَ.
وَلَعَلَّ لِهَذَا العُرفِ المُستَحدَثِ سَنَدًا مِن قوله تعالى: “ لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً وَمِنهَاجًا”[3] فَإِنَّ مِنَ المَعلُومِ أَنَّ مَا تَختَلِفُ فِيهِ الشَّرَائِعُ السَّمَاوِيَّةُ إِنَّمَا هُوَ فِي الأمُورِ العَمَلِيَّةِ الفَرعِيَّةِ، وَإِلاَّ فَالأحكَامُ الأصلِيَّةُ وَاحِدَةٌ فِي كُلِّ الشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ.
وَبِهَذَا العُرفِ المُستَحدَثِ أَطلَقُوا عَلَى الكُلِّيَّاتِ الَّتِي تُعنَى بِدِرَاسَةِ الفُرُوعِ اسمَ كُلِّيَّاتِ الشَّرِيعَةِ.