كتاب الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين
هذه أربعون حديثاً مخرجة من حديث أربعين حافظاً من حفاظ الإسلام المتقدمين ، وأئمة الشريعة الماضين ، الذين انتدبوا للتحديث والرواية ، واشتهروا بالعلم والدراية ، وعنوا بالتعديل والتجريح ، واشتغلوا بالتقسيم والتصحيح ، مرتبة على عشر طبقات ، من كل عصر أربعة من الحفاظ الثقات ، يكون العصر الثاني قد تنزل في طبقة من أخذ عن العصر الأول ، والعصر الثالث في طبقة من أخذ عن الثاني ، ثم كذلك على التوالي والتداني .
وابتدأ المصنف بعصر التابعين دون من تقدمهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، لأنه لا بد لكل تابعي إذا كان الحديث مسنداً أن يصله بصحابي إما بالسماع منه ، أو بالأخذ عمن أخذ عنه ، ولذلك لم يتعرض أيضاً لعصر شيوخه الذين روى عنهم ، لأنه لا يكون أيضاً متصلاً إلا بذكر واحد منهم .
فالمعنى المشار إليه في الطبقة العليا موجود بعينه في الطبقة الدنيا ، وهو أنهما من ضرورة اتصاله والسلامة من إرساله .
وانتهى المصنف بالعصر العاشر إلى عصر الخطيب البغدادي ، وابن ماكولا ، والبيهقي ، وابن عبد البر . فإنه وإن لم يدرك أصحابهم ، فقد أدرك بسنه أضرابهم ، واتصلت روايته بمن يروي عن رجل عن رجالهم ، فكأنه قد سمع منهم أو سمع من أمثالهم .
وذكر المصنف عقيب حديث كل واحد منهم رحمه الله ورضي عنهم ما تيسر ذكره من فضائله وآثاره ، وحكاياته وأخباره ، على وجه الإيجاز والاختصار ، دون التطويل والإكثار .