مشاهد الجنة في القرآن والسنة
لا ريب أن ذكر الجنة حياة للقلوب ، ونسيانها موت لها ، وكل مسلم يحتاج إلى ذكرها في كل حين ، ومن ذكر الجنة عمل لها غذاء ، وتصورها سقاء ، والعمل لها حياة ، والإنسان الضعيف لا يدري ما هي ، ولا يشعر حقيقةً بخسارتها لو خسرها ، عكف على صنم المادة ، و إن لم يسمه صنماً ، وسجد لسلطان الشهوة والهوى ، وأن ظن نفسه حراً ، إذا فتحت له الدنيا ظن أنه مفتاح النجاة ، وإن أغلقت عليه ظن أنه الهلاك ، ولم يعرف الحقيقة تجاهلاً ، ولم يدر النهاية تغافلاً .
{ الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ، والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق} .
وقد حاول المؤلف من خلال هذا الكتاب أن يجول مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليحرك القلوب شوقاً لجنته ، ويعلى الهمم لنيل عظيم منته ، معرفة لطريقها ، وصولاً إلى بابها ، ومن ثم دخول كريم إليها ، كما أتى الكاتب على وصف الجنة ، حورها وأنهارها ، وأشجارها ، وأكلها ، ثم لقاء أهل الجنة بربهم تبارك وتعالى ، بأسلوب شيق وجذاب .