الحداثة في ميزان الإسلام
كشف هذا الكتاب أن ماكان يظن أن قصيدة النثر المتسمة بالغموض الملقب بالحداثة نمط من التغيير في الشكل ، ولا علاقة له بمضمون الشعر ولا بمعانيه ولا بمحتواه الفكري ؛ كشف هذا الكتاب : أن الشكل – لم يكن في ذاته هو هدف هذا التغيير ؛ وإنما جعل الشكل الجديد الملفوف بالغموض ستاراً لقوالب فكرية شحنت في كثير من نماذجها بالمعاني الهزيلة ، والأفكار الهابطة والسهام المسمومة الموجهة للقضاء على الفضيلة والخلق والدين وقد حوى الكتاب نماذج لا يختلف اثنان في تفسيرها وفهم مضمونها ، وإدراك مراميها وأهدافها السيئة ، وتأكد أن استهداف الغموض من كثير من هؤلاء الشعراء في هذه القوالب الفكرية المسماة شعرا وليس فيها من الشعر شيء ، وإنما هو أمر مقصود ليحققوا به أهدافا ثلاثة :
الأول : التنصل من مسؤولية الكلمة وتبعتها ، حينما تلف بهذا الغموض الذي قد لا يدرك معناه بسهولة .
الثاني : إماتة الشعر وسلب روحه وتأثيره وحرمان المسلمين من سلاح ماض من أفتك أسلحتهم ضد أعدائهم .
والثالث : وهو أخطرها ، محاولة نبذ الشريعة والقيم والمعتقدات والقضاء على الأخلاق والسلوك باسم التجديد ، وتجاوز جميع ما هو قديم ، وقطع صلتها به .
من تقديم الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله تعالى- للكتاب .