المسك والعنبر في خطب المنبر
الكلمة الطيبة تقيم المبادئ ، وتنعش الأرواح ، وتحرك الأجيال ، وتبني الشعوب ، وتصلح الخطأ ، وتنصب العدل ، وتسحق الزيف ، وتصوب المسار .
والكلمة الطيبة طريق العمل ، ومعالم الطريق ، تستفيد من الماضي ، وتستنهض الحاضر ، وتعزز الأمل في المستقبل الواعد .
وأقوى ما تكون الكلمة على منبر الوعظ ، حيث تطرق الرؤوس ، وتسكن النفوس ، وتشرئب الأعين ، وتتفتح العقول ، والقلوب ، ويسود الصمت ، حينئذٍ ينتصب الخطيب ويتدفق لسانه بالحجج ، وينساب صدى روحه في قلوب المؤمنين كانسياب الماء في العود ، لينسج الخطيب بكلامه من الأمة العاطلة المستكينة أمة عاملة منتجة فاعلة ، تبنى ، وتغرس ، وتكتب ، وتقرأ ، وتعطي ، وتدافع .
إن الخطيب الصادق البليغ يخاطب الأرواح مباشرة ، ويناجي النفوس بلا حجاب ، فيحيل بعباراته الموحية صدمة الهزيمة إلى انتصار ، وهزة العاصفة إلى استعلاء .
وهكذا كانت هذه الكلمات – بموضوعاتها المتعددة – والتي صاغها المؤلف لتكون معلماً على طريق الإصلاح ، والتعاون على البر والتقوى . وكم تحتاج الأمة إلى هذه الكلمات وأمثالها والتي تقتبس من نور الوحي الإلهي ، لتكون مشاعل نور تستضيء الأمة به عبر طريقها الطويل .