فقه العمل للآخرة وجزاء الأعمال وموازينها
هذا الكتاب جمع ما ورد من نصوص الكتاب والسنة مما له تعلق بالعمل من حيث الإجمال : حوافزه وضوابطه ، وآدابه وثماره ، لا من حيث خصوصيات الأعمال وجزئياتها ومفرداتها .
وقد بوبه المؤلف أبواباً ، تشتمل عناوينها على خلاصة فقه النصوص المذكورة في كل باب ، وزاد من عنده إيضاحاً حيث يستدعي المقام ذلك .
وقسم الكتاب أربعة أقسام :
القسم الأول :
خصصه للأعمال الصالحة . فذكر فيه ما ورد في العلاقة بين العمل والقدر ، ثم تحدث عن طبيعة العمل الصالح ، وانقساماته إلى عبادات وغير عبادات ، وإلى أفعال وتروك ، وإلى دينيٍ ودنيويّ وإلى أعمال قلوب وأعمال جوارح .
ثم ذكر ما ورد في فضل الأعمال الصالحات من حيث الجملة . ثم بيان ما يقبل من أعمال العاملين وما لا يقبل ، بما ورد من النصوص عن الله ورسوله في ذلك . ثم تعرّض لمراتب الأعمال لبيان أفضل أنواعها ، ليحرص العاملون عليه ، وبيان الأحوال التي يزداد فيها فضل العمل ، وازدياد عظم أجره .
ثم تعرّض لإحسان العمل ، ببيان معناه ووسائله .
ثم أورد ما جاء في تكثير الأعمال الصالحة من حيث استحباب المبادرة إليها ، وإثبات العمل والمداومة عليه ، وما ورد في الاجتهاد ، وفي التشديد والغلو ، وما جاء في الاعتزال عن الناس لأجل التخلي للعبادة .
وأورد ما جاء في الحرص على نوعيات عالية من الأفعال ، عظيمة الفضل ، أو دائمة مستمرة يصل أجرها للعامل مع غفلته عنها وبعد وفاته .
ثم ذكر ما جاء في آداب العمل ، من الصبر والاحتساب ، والإسرار أو الإظهار ، ومعاهدة الله على العمل أو ترك المعاهدة ، ومن التمنّي والأماني ، والمحافظة على العمل أن يبقى موفراً لا ينتقص .
ثم أورد ما جاء في معوقات العمل ، سواء كانت معوقات نفسية أو بدنية .
القسم الثاني :
خصصه لبيان ما ورد في الأعمال السيئة ، عافانا الله وإخواننا المسلمين منها .
فذكر طبيعة العمل السيئ ما هو ، وانقساماته ، على نحو ما تقدم ، وعلاقته بالقدر ، وما ورد في الاستدراج والتزيين والإملاء .
ثم ذكر الأسباب التي تدعو أهل السوء للاتجاه إليه ، وبيّن ما ورد في الشرع من بيان الوسائل التي بها يتوقّى الوقوع في سيء الأعمال .
ثم بيّن آثار العمل السيئ من حيث الجملة ، في حياة الإنسان في الدنيا والآخرة .
ثم ذكر انقسام الأعمال السيئة إلى صغائر وكبائر وفواحش ، وحكم كل منها .
وتعرض لشروط ترتُّب الإثم على فعل السوء ، والأسماء التي رتّبها الشرع على ذلك ، من كفر أو فسوق أو عصيان أو بدعة أو نفاق ، أو كون الفعل من خصال الجاهلية .
وبيّن ما يعظم به إثم العمل الواحد أو يقل .
وأفرد أبواباً لأعمال يستمرّ إثم فاعلها مع غفلته عنها وبعد موته .
ثم أورد ما جاء في وسائل إبطال الإثم إن وقع من الإنسان ، ليسعى في ذلك .
وذكر كيفية سلوك الصالحين مع من أسرف على نفسه .
القسم الثالث :
أفرده لبيان ما ورد في الجزاء على الأعمال ، خيرها وشرّها .
فذكر ما ورد أن الأعمال يحصيها الله تعالى عليهم ، وما ورد في التسجيل والمحو والإثبات ، وفي أعمال لا تكتب ، وفي أمور تكتب ولم تعمل .
وما ورد في رفع الأعمال إلى الله تعالى وعرضها عليه .
ثم ذكر ما ورد في الجزاء الدنيوي على الأعمال الصالحة من المسلم والكافر .
ثم ذكر أثر الأعمال في مواقف الحشر والعرض والحساب ، وما يضاعف من الأعمال وما لا يضاعف ، وأن الجزاء من جنس العمل .
القسم الرابع :
خصصه لما ورد في موازنة الأعمال ، بذكر كفاراتها ومحبطاتها ، وما ورد في الميزان .
ثم ذكر ما يتعلق بخواتيم الأعمال ، والقصاص بين أصحاب الحقوق .
ثم أورد ما ورد في أصحاب الدرجات في الجنة ، ومن يلحق في الدرجة بغيره ، وما ورد في درجات أهل النار التي حلُّوها بسبب أعمالهم .
ثم ذكر خروج الموحدين من النار بفضل إيمانهم ، ودخولهم الجنة برحمة الله تعالى . وبذلك تم الكتاب .
وقد آثر أن يكتفي بإيراد النصوص من الكتاب والسنة ، فإن فيها أجلى بيان وأعظم عبرة ، في مثل هذه الموضوعات الخطيرة ، مع ما فيها من البيان المعجز ، والترغيب والترهيب ، مما يصل إلى القلوب من أيسر الطرق ، فيحييها كما تحيا الأرض بمطر السماء . وربما علّق كلاماً موجزاً بعد النص الوارد ، جلاءً لمعنى كلمة خفية ، أو إيضاحاً لخفاء حصل بسبب التعارض الظاهري بين بعض النصوص ، أو تقييداً لمطلق ، أو تخصيصاً لعام ، بما دلت عليه القواعد الشرعية .