أخلاق المسلم: علاقته بالمجتمع
إذا كان لكل مجتمع صفات تميزه عن غيره، فإن المجتمع الإسلامي تميّز بأخلاقه التي اهتم بها دينه، وأولاها المكانة الأولى في سلّم المطلوبات. وبتلك الأخلاق ارتقى المسلمون في مسيرة الخير والبناء والصلاح، فكانوا خير أمة أخرجت للناس. وآفة المجتمع اليوم وأزمته في أخلاقه وفي سوء معاملة الأفراد بعضهم لبعض، وربما سهل على الفرد أداء العبادات، لكنه ليس من السهل الحكم على الاستفادة منها، والتجاوب مع أغراضها التهذيبية في علاقاته مع الآخرين، فهذا هو المحك الحقيقي للحكم على صدق المسلم والمسلمة.
هذه العبارات تلخّص هدف المؤلف من كتابه هذا، الذي استعرض فيه ( 127 ) موضوعاً من موضوعات علاقة الإنسان بغيره في المجتمع، سواء كان هذا الغير زوجاً أم والداً أم ابناً أم أخاً، تبيّن حرص الإسلام على إصلاح الفرد والجماعة، وتصحح كثيراً من السلوكيات الخاطئة، الناشئة عند البعض من اعتبارهم الدين عبادة فقط، وتقصيرهم البالغ في امتثالهم لمعاملاته، سواء في شؤون المال، أو احترام حقوق الآخرين، والحفاظ على كرامتهم الإنسانية، والتعاون معهم على الخير والبر والتقوى.