الحلول الشرعية في الخلافات الزوجية
من آيات الله في هذا الوجود التي تستوقف العقول للفكر والنظر والتدبر هي السكن والمودة والرحمة التي خلقها الله بين الزوجين ، وجعلها شرياناً متدفقاً يمد المشاعر بينهما ، لتظل حية نابضة دافقة ، وتعطى الحياة بينهما روعة وحلاوة وجمالاً ، وتحصن قلبيهما ضد عوامل الهدم والفناء .
ومن ثمَّ فكل ذريعة تفضي إلى تقويض هذه العواطف ، وخلعها من جذورها ، إنما هي في حقيقتها مبعثٌ لكل خلاف وشقاق قد يفضي إلى موتها وفنائها ، وهذا منتهاه الفراق ، ودمار الأسرة ، وشتات أفرادها ، وهدم بنائها .
والحياة مليئة بالصراع والأحداث ، والأيام والليالي حبالى بالعديد من الأحوال والأطوار ، وهناك من يتربَّصون بالأمة المسلمة من أعدائها الذين يريدون إصابتها في مقتل ، ولذلك يوجهون السهام كلَّها إلى الأسرة ، لأنها قلب الأمة النابض ، وإذا دمرت الأسرة انهارت الأمة كلها .
وإذا كانت حياة المؤمن والمؤمنة لا تخلو من الابتلاء والمكاره والمحن ، فإن ردَّ الفعل عندهما منضبطٌ بضوابط الشرع ، ويجب ألا يبحثوا عن حلول مستوردة من شرق أو غرب ، ليستعينوا بها في مواجهة الصعاب ، فدين الله قد كفانا وأغنانا ، وما علينا إلا الاتباع وليس الابتداع .