سفينة الأدب والتاريخ
" السفينة " بداية اصطلاح لفن شاع منذ العصر المملوكي في مصر وبلاد الشام ووصل إلى اليمن، إذ ينطلق في العادة أديب عالم مصنف بالتقاط مختاراته الأدبية والعلمية والتاريخية من شعر ونثر وتواريخ وحكمة وحديث، بل وفكاهة وأحاج ونحوها، جامعاً ذلك كله في سفينة مختارة تنمّ عن مدى علمه وحسن ذوقه فيما يجمعه من المصادر والمراجع. وكتابنا هذا من المجامع الأدبية الفريدة، وقد جمع المؤلف في موسوعته هذه أطرافاً من كل ألوان الأدب والتاريخ والعلوم والمعارف العامة قديمها وحديثها، وكذلك التراجم الأدبية والنكتة النادرة والفكاهة المسلية، واللغز الذي يُعمل الفكر ويروّح عن النفس، فضلاً عن تضمنه للقصائد المطولة والاختيارات الشعرية لمختلف شعراء الوطن العربي في النصف الأول من القرن العشرين مركزاً على القصائد اليمنية، إلى جانب النصوص النثرية البليغة في كل فن، والتي لم يسبق نشرها. ولقد قام المحقق بالترجمة لأخيه المؤلف، وتقسيم الكتاب وترقيم الفقرات ووضع عناوين لها، وإضافة تراجم للأعلام والأماكن، وشرح ما غمض من الألفاظ، وتخريج الأحاديث النبوية وبعض المسائل الفقهية. كما أعدّ فهارس فنية منوعة تكشف عما في الكتاب من عظيم فائدة، وتجعل من "السفينة" منثورة الكنوز بين يدي شداة المعرفة ومبتغي الطرائف والغرائب.